انا لا احمل معي الذكريات بل ارميها واتخلص منها فأنا هنا والان اما الذكريات فهي هناك واعلم انها باقية, كل لحظة انا اكون شخصا اخر فكيف احتفظ بنسخة مزيفة كيف لي ان اكون ذلك الذي في كل تلك الصورة وانا في المهد ببيت جدي وتلك الاخرى في عرس اختي وتلك الثالثة وانا على سفوح جبال قريتي ام تلك التي في الشاطئ ايا منهم انا ؟ اي واحد فيهم يكون انا الحقيقي ان كلها نسخ كانت في تلك اللحظة وانتهت حتى انا الذي يكتب الآن ليس الا كيان عابر ليس له قرار ان هذا الكيان يملأ الكون كاملا ولا ينتمي لأي جنس او شكل او لون او تصنيف مما وضعه الانسان لنفسه كي يتقبل ويتوائم مع هذا الوهم الكبير الذي اسمه الحياة من انا . سؤال يطرح نفسه بكل قوة وكل لحظة تأتيني اجابة اعمق
انا الطبيعة وانا الزهور في الجبال انا النسيم الذي يتجمع في الفجر وانا الورود المتوشحة بالندى انا الجمال انا الحكمة انا الشيء المقدس انا ذلك الشيء الذي ليس يكون له اثنين وهذا الشيء هو موجود بكل قوة في كل مكان وزمان وحتى فوق هذا الذي نسميه مكانا وزمان انا كيان غير محدود لا تستطيع ان تحصرني في كرة ارضية او في بلد أو في قرية او مدينة او سكن او غرفة او حتى علبة كبريت , لا يمكن تصنيفي ضمن بلد ولا دين ولا عرق ولا مله لأني انا هو انا وانا هو انت وانا هو كل البشرية انا الطير يطير في الفضاء وانا النمل يدب في الأرض العراء انا عنفوان البرق وانا هدير المياة العذبة في الانهار انا السحب في السماء وانا البراكين تثور في قلب الأرض انا لست شيئا يمكن اكتشافه.. انا الإنسان .. أحبك أنا .
اترك تعليقاً